صمت الذاكرة – يقوم هذا الفيلم على أساس أربع حكايات من الصعب الحكم على أي منها يشكل النواة ، مادام التقاطع هو الخيط الناظم بينها ، ومادام التوازي هو المبدأ المتحكم في حركتها .
الحكاية الأولى بطلها موظف متقاعد أصيب بمرض الزهايمر، فغادر بيته في تجاه مجهول، ليكون ذلك مدعاة للبحث عنه من طرف ابنته ( مريم ) في مرحلة أولى، وابنه ( عادل ) في مرحلة ثانية . ويبدو من خلال الحوار الذي دار بين مريم وعادل أنهما يقدمان صورتين مختلفين عن الأب . عادل يرى فيه شخصا حريصا على المال لم يقدم ما كان ينبغي أن يقدمه زوج لزوجته المهددة بالموت ،وأن يقدمه أب لابنه المهدد بالضياع . ومريم تحاول أن تمحو هذه الصورة ، وتعتبرها مجرد افتراء لا يدعمه الواقع . وستكون نهاية هذه الحكاية العثور على الأب من طرف عادل .
الحكاية الثانية بطلها ( عادل ) الذي غادر أهله ووطنه بعد خلاف بينه وبين أبيه ، وبعد أن تبين له أن الوطن ما هو إلا مقبرة للطموحات . غادر وهو محمل بخيبات راكمها جراء علاقته بأبيه ومحيطه وحبيته ( لمياء ) التي كانت آمالها تغرد خارج سرب طموحاته . هناك في الضفة الأخرى نحت له وجودا علميا ، وشيد عالما أسريا سرعان ما تداعت أركانه . وبعد عشرين سنة عاد إلى وطنه استجابة لنداء والده المريض . وعلى عكس المتوقع عاد مشتت الذهن ، قلقا ، مدمنا ، لكن ( لمياء ) ستقتحم حياته مرة ثانية وستساعده على التخلص من أسقامه .
الحكاية الثالثة بطلتها ( لمياء ) التي ألهاها التفكير في مستقبلها الطبي عن تمتين علاقتها ب ( عادل ) فتزوجت رجلا اكتشفت بعد مدة دناءته . تعرضت وإياه لحاثة سير توفي هو على إثرها وأصيبت هي بعاهة مستديمة . استمرت في مزاولة الطب في مصحة بناها أبوها في حياته ، لكنها ستضطر إلى بيع نصيبها في هذه المصحة لشركائها لتتفرغ للحب والقراءة ومساعدة البسطاء من الناس .
الحكاية الرابعة بطلتها ( مريم ) الأديبة الروائية ، أستاذة الأدب العربي التي تعيش في وئام إلى جانب زوجها الودود ( مراد ) المنشغل بأمور الجريدة والحزب . ساندت أباها في محنته واضطرت إلى أن تعيش إلى جانبه في منزله إلى أن غادر ذات صباح فلم تعلم له وجهة . بذلت كل ما في وسعها للاتصال بأخيها وتدعوه إلى العودة تحقيقا لرغبة أبيها المريض، وكللت جهودها بالنجاح فعاد ( عادل ) محملا بأثقال الماضي ، مما جعلها تنهال عليه تعنيفا ، فوجدها فرصة لانتقاد ما كتبت عنه وعن أبيه في سيرتها الذاتية . لكن حبل الود بينهما سيعود إلى ما كان عليه خصوصا حينما قرر ( عادل ) التخلص من هواجس الماضي . صمت الذاكرة
تنقيط المشاهدين (7)

6.86/10
تنقيط النقاد (0)

0/10