استهلت القناة الثانية برمجتها لرمضان هذه السنة باتباع نفس نهج السنوات الفارطة، من حيث البرامج، الأفلام، المسلسلات وسهرات آخر الاسبوع.
فور إعلان مؤسسة ماروك ميتري المتخصصة في عدّ نسب المشاهدة على القنوات المغربية، تمت ملاحظة الفرق بين البرامج الأكثر مشاهدة على القناة الأولى والقناة الثانية، هذه الأخيرة التي ألِفت لمتابعيها المسلسلات التركية المطولة طيلة السنة، تأتي فجأة خلال شهر رمضان تائهة ومحملة بعدة مسلسلات مغربية من إنتاجها وتريد إفراغها كلها خلال هذا الشهر الفضيل، متخبّطة قبل أيام معدودة من فاتح رمضان وفي خزينتها ثلاثة مسلسلات طويلة؛ باب البحر، حديدان وبنت الحراز ومسلسل دار السلعة، إضافة إلى مسلسل قصير متكون من أربعة حلقات بعنوان دايزو القوام.
مسلسل باب البحر وحديدان وبنت الحراز لم يتصدرا الخمس برامج الأكثر مشاهدة رغم برمجة الأول في وقت الذروة والثاني منتصف الليل، فيما شمل الترتيب مسلسلا تركيًا تمت برمجته قبل وقت الإفطار. وهو ما يُفسَّر بنتيجة تطبيع المتفرج المغربي مع أعمال أجنبية طيلة السنة.
وفي ضرر آخر نجد برمجة غريبة لمسلسل طويل وهو “دار السلعة” لمخرجه أمين مونة بمعدل حلقة واحدة تعرض يوم الخميس من كل أسبوع، وبذلك الحلقة الأخيرة ستكون بعد 26 أسبوع من نهاية رمضان، مع تغيير توقيت برمجته، وهو الامر الذي سينتج عنه إما متتبع جديد للمسلسل أو متفرج قديم قرّر عدم الاستمرار في متابعة مسلسل.
يستمتع الطاقم الفني والتقني عندما يكدّون في عملهم واشتغالهم بمشروع ما آمنوا بنجاحه، ويحاولون ما أمكن أن يجعلوه ما بعد مرحلة المونتاج في أفضل صورة ممكنة، وفرحتهم تكون عندما يلقى هذا المشروع نجاحا كبيرا، أوله أن يشاهده أكبر عدد ممكن ويلقى بعده انتشاراً واسعا بين المشاهدين، وثانيا أن يتم مناقشة أحداثه وتفاصيله من المتفرجين والنقاد المتخصصين. وبينما تقوم شركات الانتاج بدورها نجد القناة الثانية تضيع مجهود صناع الدراما التلفزية المغربية التي لا تدخل ضمن نهجها ومشروعها.