تابع الكثير من المغاربة الشكايات التي طالت الاعمال الرمضانية سواءا الكوميدية منها او الدرامية، فمنها من رُفِع في حقها تقرير للهاكا قصد توقيفها ومنها من تم التنديد بمشاهدها التي تمس بمهن ووظائف معينة.
والعمل الذي توجهت نحوه أضواء الصحافة والرأي العام في هذا السياق خلال شهر رمضان هو سلسلة “قهوة نص نص” التي تعرض يوميا وقت الإفطار على القناة الأولى. وبعد غضب المحامين الذي أحس به الجميع عقب شخصية بديعة الصنهاجي، وبعدما طُلب توقيف السلسلة التي أثارت الكثير من الجدل في صفوف المحامين، فقد عمد مجموعة منهم بتوجيه انتقادات شديدة اللهجة لـ”قهوة نص نص”، ومردها ما وصفوه بـ”تقديم مهنة المحاماة بصورة لا تعكس رسالتها وتنقص من أحد أركان القضاء في المغرب”. ووصل الأمر إلى غضب رسمي عبر دعوة لدى القضاء الاستعجالي من أحد المحامين بهيئة الرباط. يوم الـ23 من شهر أبريل الماضي، يطالب فيها بإصدار قرار بوقف بث السلسلة بشكل مستعجل، وغرامة مالية قدرها 100 ألف درهماً عن كل يوم تأخير بعد صدور الحكم، لكن قضت المحكمة الابتدائية صباح يوم الاربعاء الماضي بعدم قبول الدعوى شكلا وتحميل رافعها الصائر.
وليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها هشام الجباري مشاكسات المحاميين فقد كان الامر مشابها السنة الماضية تجاه عمره الدرامي المطول “الماضي لا يموت” حيث طالب عدد من المحامين بتدخل المسؤولين قصد وضع حد لما اعتبروه “تهجما شرسا” على مهنتهم واعتبروه يصور مقاربة مبتورة مبتذلة وفضائحية للمهنة بما لا يتناسب مع واقعها، كما تم تصويره، حسب رأيهم “على أنه ينسج علاقات غرامية لأحد المحامين مع موكلته المقبلة على التطليق بنية الإضرار بالذمة المالية لزوجها”.
وأفاد محامون ومحاميات من جمعية هيئات المحامين بالمغرب، بأن “مسلسل الماضي لا يموت الذي تدور أحداثه حول مكتب للمحاماة بمدينة الدار البيضاء وحول الحياة المهنية والشخصية لصاحب المكتب، وكذلك تلك المتعلقة بأربعة محامين آخرين بمن فيهم ابنه وابنة أخيه ومحام مساعد وآخر خصم لهم في قضية تطليق، يطرح واقعا غير صحيح للمهنة وللقوانين المنظمة لها”.
في المقابل نفى هشام الجباري أن يكون العمل الدرامي إهانة لأصحاب البدلة السوداء، مؤكدا أن بطل المسلسل نموذج المحامي النزيه الذي لا يقايض على مبادئه وهناك من المحامين سيئي السمعة من عمل على تشويه سمعته وتدمير عائلته، والوجوه الخيرة والسيئة توجد في كافة الأعمال الدرامية وليس هناك تحامل على مهنة المحاماة.